سبب نزول الآية ” لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزوجا منهم “

سبب نزول الآية "لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم":

روى ابن أبي حاتم عن أبي رافع، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم استضاف ضيفًا ولم يكن لديه شيء يقدمه له. فأرسل إلى رجل من اليهود طالبًا منه أن يقرضه قليلًا من الدقيق إلى هلال شهر رجب، لكن الرجل رفض إلا إذا قدّم النبي رهنًا. حين أخبر أبو رافع النبي بما حدث، قال: "أما والله إني لأمين من في السماء وأمين من في الأرض، ولئن أسلفني أو باعني لأودينه". وبعد ذلك، نزلت الآية {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} لتعزي النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور الدنيا.

**تفسير الآيات:**

في قوله تعالى {وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، يُبيّن الله تعالى أنه كما أنعم على النبي بالقرآن العظيم، فإن هذا يغني عن كل زينة الدنيا الزائلة التي متّع بها غيره من الناس. لذلك، لا ينبغي للنبي أن يحزن بسبب ما ينعم به غيره من زخارف الدنيا. كما أمره الله بتلطيف التعامل مع المؤمنين والمقربين إليه بعبارة {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}.

أما قوله تعالى {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} فهو نهي عن التطلع إلى ما أنعم الله به على غيره من متاع دنيوي زائل. وفقًا لتفسير ابن عباس، هي دعوة لعدم الحسد أو التمني لما في يد الآخرين، بينما رأى مجاهد أن المقصود بأزواج منهم هم الأغنياء وأصحاب المال.

**ما هي السبع المثاني؟**

أوضح ابن كثير أن العلماء اختلفوا حول تفسير السبع المثاني:

1. فريقٌ قال إن السبع المثاني هي السبع الطوال من السور (البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، ويونس). وعلّلوا ذلك بأنها تحمل الأحكام والشرائع والعبر.

2. آخرون قالوا إنها سورة الفاتحة لأنها تتكرر في الصلاة، وهي أم الكتاب، وقد خصّها الله بالفضل.

الأحاديث تدعم الرأي الثاني بشدة. ففي حديث عن أبي سعيد بن المُعلّى، وصف النبي صلى الله عليه وسلم الفاتحة بأنها أعظم سورة في القرآن الكريم وأوضح أنها السبع المثاني والقرآن العظيم. كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي نصّ على ذلك صراحة.

ومع ذلك، لا تعارض بين وصف السبع الطوال بهذا اللقب أيضًا، إذ إن الصفات يمكن أن تشمل أكثر من مجموعة إذا اشتركت في المعاني نفسها. وكمثال إضافي، عندما أشار النبي إلى مسجده عند الحديث عن "المسجد الذي أسس على التقوى"، فإنه لم ينفي صحة الوصف ذاته لمسجد قباء، وهو المقصود في الآية الكريمة.

والله أعلم.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

شاهد الفيديو هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة